وفى رواية: أبطأ جبريل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال المشركون: قد ودّع محمد؛ فأنزل الله تعالى: «والضحى» قيل: إن هذه المرأة أم جميل امرأة أبى لهب.
وروى أحمد بن فرح قال: حدثنا ابن أبى بزة بإسناده أن (?) النبى صلّى الله عليه وسلّم أهدى إليه قطف عنب فى غير أوانه، فهم بأكله، فجاء سائل فقال: أطعمونى مما رزقكم الله، فسلم إليه النقود، فاشتراه بعض الصحابة وجاء به إليه صلّى الله عليه وسلّم، فجاء ثانيا فأخذه، فاشتراه آخر وجاء به، فجاء ثالثا (?) فانتهره، وقال «إنّك ملحّ» فانقطع الوحى أربعين صباحا، فقال المنافقون: قلى محمدا ربّه. فجاء جبريل فقال: «اقرأ يا محمد، فقال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ والضّحى [الضحى: 1] فأمر النبى صلّى الله عليه وسلّم أبيّا- رضى الله عنه- لما بلغ «والضحى» أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم. وهو إسناد غريب انفرد به ابن أبى بزة وهو معضل.
وعن ابن عباس: لما نزل على النبى صلّى الله عليه وسلّم القرآن أبطأ عليه جبريل أياما، فتغير لذلك (?) فقال المشركون: ودّعه ربه وقلاه؛ فأنزل الله تعالى: ما ودّعك ربّك وما قلى [الضحى: 3].
قال الدانى: فهذا سبب التخصيص بالتكبير من آخر «والضحى»، واستعمال النبى صلّى الله عليه وسلّم إياه، وذلك كان قبل الهجرة بزمان، فاستعمل ذلك المكيون.
ونقله خلفهم عن سلفهم ولم يستعمله غيرهم؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخر من فعله. وقيل: فى سبب التكبير [غير ذلك] (?).
تنبيه: هذا كله يقتضى أن التكبير من أول «الضحى» أو آخرها وقد ثبت ابتداؤه من أول «ألم نشرح» ولم يتعرض له أحد.
قال المصنف: فيحتمل أن يكون الحكم الذى بسورة (?) «الضحى» انسحب للسورة التى تليها وجعل ما لآخر «الضحى» لأول «ألم نشرح»؛ ويحتمل أنه لما كان ما ذكر فيها من النعم عليه صلّى الله عليه وسلّم هو من [تمام] (?) تعداد النعم عليه؛ فأخر إلى انتهائه، وأطال فى ذلك، وفى هذا كفاية فلنعد إلى كلامه.
ص:
وسنة التكبير عند الختم ... صحت عن المكّين أهل العلم
فى كل حال ولدى الصلاة ... سلسل عن أئمة ثقات
...