وقال أيضا: فقدت آية كنت أسمعها (?) [من رسول الله صلى الله عليه وسلم] (?) ما وجدتها (?) إلا عند رجل من الأنصار، وهى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ ... الآية [الأحزاب: 23].
فإن قيل: ما الداعى لتتبعه من الناس وقد (?) كان حافظه وقارئه؟ وكيف يحصل التواتر بالذى عند رجل؟
فالجواب: أن العلم الحاصل من يقينين (?) أقوى من واحد.
وأيضا فلاستكماله (?) وجوه قراءته ممن يجد (?) عنده (?) ما لا يعرفه هو، وكان المكتوب المتفرق أو أكثره إنما كتب بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم (?).
وأيضا فلأجل أن يضع خطه على وفق الرسم المكتوب؛ لأنه أبلغ فى الصحة.
ومعنى قوله: (تذكرت) (?) أى: قرأت (?). وفقدت (?) آية: لم أجدها مكتوبة، ولذلك (?) قال: عند رجل، وسيأتى أن الحفاظ جاوزوا عدد التواتر حينئذ.
ومفهوم سياق [كلام] (?) أبى بكر وزيد: أن زيدا كتب القرآن كله بجميع أحرفه ووجوهه المعبّر عنها (?) بالأحرف السبعة؛ لأنه أمره (?) بكتب كل القرآن، وكل حرف منه بعض منه، وتتبعه ظاهر فى طلب الظفر بمتفقه ومختلفه، ولم يقع فى كلام أبى بكر وزيد تصريح بذلك، فلما تمت الصحف أخذها أبو بكر عنده حتى أتاه الموت، ثم عمر- رضى الله عنه- فلما مات أخذتها حفصة (?)، رضى الله عنها.
ولما كان (?) سنة ثلاثين فى خلافة عثمان حضر حذيفة (?) فتح أرمينية وأذربيجان،