أي وتدغم الباء في الميم من كلمة يعذب لا غير، يعني قوله تعالى:
يعذب من يشاء حيث وقع هو خمسة مواضع: (?) في آل عمران موضع، وفي المائدة موضعان (?). وفي العنكبوت (?) وفي الفتح (?) لمجاورتها ما وقع من الإدغام قبلها أو بعدها؛ واحترز بقوله فقط عن نحو «يضرب مثلا، وسنكتب ما» فإنه لا خلاف في إظهاره قوله: (فقط) أي فحسب، يعني لا سواها قوله: (إن يدغم سقط) إشارة إلى فائدة مهمة وتنبيه جليل، وذلك أن الحرف إذا أدغم في هذا الباب فإنه يدغم إدغاما كاملا خالصا من إبقاء صفة من صفاته كالقاف مثلا فإنه يدغم في الكاف من غير خلاف وإن كانوا قد اختلفوا في كمال إدغام «ألم نخلقكم» في سورة المرسلات كما تقدم، وكذلك النون في الراء واللام إدغاما كاملا عند من روى الغنة عن أبي عمرو في النون
الساكنة والتنوين عند اللام والراء كما سيأتي في بابه، ومن لم يروها، ومعنى قوله سقط: أي ذهب وزال.
والميم عند الباء عن محرّك ... تخفى وأشممن ورم أو اترك
يعني أن الميم تخفى عند الباء إذا تحرك ما قبلها، نحو «أعلم بالشاكرين» فإن سكن فإنه لا خلاف في إظهارها نحو «إبراهيم بنيه. والإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام ولا بد من الغنة فيلفظ به كما يلفظ بقوله «من بعد» و «أنبئهم» حالة القلب؛ وبعضهم عبر عن ذلك بالإدغام وهو تجوز، ولم يحتج إلى التنبيه على إسكان الميم لأنه من لوازم الإخفاء كما لا يحتاج إلى التنبيه على الإسكان مع الإدغام، وهذا آخر الكلام على ما يتعلق بالمتقاربين.
ولما فرغ من بيان ما يدغم من المثلين والمتقاربين شرع في بيان قاعدة تتعلق بالإدغام فقال: وأشممن ورم، يعني بالإشمام والروم ما يأتي بيانه في الوقف على أواخر الكلم يعني إذا أدغمت الحرف الأول في الثاني من المثلين أو المتقاربين يجوز لك فيه الإشمام والروم وتركهما: أي الإدغام المحض سوى أربع صور لا خلاف فيها وصورة اختلف فيها كما سيأتي في البيت الآتي. وذلك أن