والحاء والثاء والهاء والشين والخاء والصاد والسين والكاف والتاء، قيل لها مهموسة لضعفها، ولذلك يضعف الصوت بها حين جرى النفس معها، فلم يقو الصوت قوته في المجهورة فصار في الصوت بها نوع خفاء إذ كان الهمس من صفات الضعف؛ كما أن الجهر الذي هو ضده من صفات القوت فالهمس الصوت الخفي ومنه قوله تعالى فلا تسمع إلا همسا (?) قيل هو صوت مشى الأقدام، وأقوى المهموس الصاد والخاء لما فيهما من الاستعلاء وهو من صفات القوة. وغير المهموس مجهور من قوله جهرت بالشيء إذا أعلنته وذلك لما امتنع النفس أن يجري معها انحصر الصوت بها فقوى التصويت،
ولما فرغ من بيان المهموسة أخذ في بيان الشديدة وهي ثمانية أحرف يجمعها لفظ الكلمات الثلاث، وهي الهمزة والجيم والدال والقاف والطاء والباء والكاف والتاء قيل لها شديدة لامتناع الصوت أن يجري معها حال النطق بها لأن الصوت انحصر في المخرج فلم يجر: أي وامتنع قبوله للتليين، بخلاف الرخوة وذلك من صفات القوة وهي ثمانية منها ستة من المجهورة واثنان من المهموسة التاء والكاف، والستة الباقية اجتمع فيها أن النفس لا يجري معها ولا الصوت، وذلك معنى الجهر والشدة جميعا.
وبين رخو والشّديد (لن عمر) ... وسبع علو (خصّ ضغط قظ) حصر
أي الحروف التي بين الحروف الرخوة وبين الحروف الشديدة خمسة يجمعها حروف هاتين الكلمتين: وهي اللام والنون والعين والميم والراء. يعني أنها بين القبيلين الرخوة والشدة، والباقي من الحروف رخو وهي ستة عشر؛ ومعنى قوله «لن عمر» يا عمر لن فهو منادى حذف حرف ندائه: أي استعمل اللين في أمورك ولا تكن ذا عنف وفظاظة، وفي الحديث «المؤمن هين لين» (?) قوله:
(وسبع علو) أي هذا الضد الثالث وهو ضد الحروف المستفلة. يعني والحروف المستعيلة سبع حصرتها هذه الكلمات الثلاث، وهي: الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء، وهي حروف التفخيم على الصحيح قوله: (سبع