أي المخرج الرابع عشر لهذه الأحرف الثلاثة وهو بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا وتسمى اللثوية نسبة إلى اللثة وهي اللحم المركب فيه الأسنان.
من طرفيهما ومن بطن الشّفه ... فالفا مع أطراف الثّنايا المشرفة
أي المخرج الخامس عشر: وهو باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا للفاء قوله: (من طرفيهما) أي من طرفي اللسان وأطراف الثنايا العليا، وقوله الشفة؛ أي الشفة السفلى بدليل قوله الثنايا المشرفة فإنه يريد العليا، فتعين أن تكون الشفة السفلى.
للشفتين الواو باء ميم ... وغنّة مخرجها الخيشوم
أي المخرج السادس عشر: وهو بين الشفتين العليا والسفلى للواو غير المدية والباء والميم فيطبقان في الباء والميم وهذه الثلاثة الأحرف تسمى الشفوية والشفهية لخروجها من الشفتين؛ والمخرج السابع عشر الخيشوم وهو الغنة، وقد تكون في الميم والنون الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمة من الإدغام بالغنة، فإن مخرجهما يتحول في مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلى على القول الصحيح كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجهما إلى الجوف على الصواب، ولبعض هذه الحروف فروع صحت القراءة بها كالهمزة المسهلة بين بين فهي فرع عن المحققة وألفى الإمالة والتفخيم عن الألف المنتصبة والصاد المشمة بين الصاد والزاى واللام المفخمة. والله الموفق، والخيشوم: هو الخرق المنجذب من الأنف داخل الأنف.
(صفاتها) جهر ورخو مستفل ... منفتح مصمتة والضّدّ قل
لما فرغ من مخارج الحروف أخذ في بيان صفاتها وذلك مما يحتاج إلى معرفته بين القوي منه والضعيف فذكر في هذا خمسا منها وهو ما له ضد وهي الجهر والرخو والمستفل والمنفتح والمصمت، وأشار إلى أضدادها بقوله: والضد قل؛ ثم ذكر الأضداد المشار إليها عقب هذا البيت كما سيأتي قوله: (والضد قل) أي قل أو أذكر فيما يأتي عقبه.
مهموسها (فحثّه شخص سكت) ... شديدها لفظ (أجد قط بكت)
أي مهموس الحروف، ثم ذكر هذه الكلمات الثلاث وهي عشرة الفاء