شرح روايات وطرق أخرى لحديث أبي هريرة فيما يقال عند النوم

قال: [وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي قال: حدثنا خالد الطحان عن سهيل عن أبيه أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أمراً إذا أخذنا مضجعنا أن نقول:) ثم ذكر الحديث بمثل حديث جرير -السابق- وقال: (من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها)، يعني: لم يقل: (من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته).

والمعنى واحد.

[وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي حدثنا أبو أسامة - حماد بن أسامة الكوفي -، ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة -وهو محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي، واسم أبيه عبد الملك - قال: حدثنا أبي -أي: عبد الملك - كلاهما عن الأعمش، يعني: عبد الملك وأبي أسامة كلاهما يروي عن الأعمش، وهو سليمان بن مهران الكوفي، وهذا الإسناد كله كوفي إلا أبي صالح مدني، وأبو هريرة كذلك دوسي مدني، ولكن الحديث انتقل إلى أهل الكوفة عن طريق رحلة أبي صالح من المدينة إلى الكوفة؛ لأن أبا صالح السمان إنما لُقب بالسمان لأنه كان يجلب السمن والزيت من المدينة ويبيعه في الكوفة، وكان إذا نزل الكوفة نزل في بيت الأعمش، فهو من أجل شيوخ الأعمش.

[عن أبي هريرة قال: (أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً].

وفاطمة ابنة النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت متزوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

[(فقال لها: قولي: اللهم رب السماوات السبع)]، إلى آخر الحديث.

وعندما كنت طفلاً في الابتدائية كان أحد الجيران في قريتي أخرساً لا يسمع ولا يتكلم، وكان ينام في بيته المجاور لنا، وفي أحد الأيام خرج عليه ثعبان عظيم جداً وأحاط برقبته، ولم يستطع أحد أن يتعامل معه، وظل هذا الثعبان يشتد عليه ويشتد حتى مات، وقد تذكرت هذه القصة اليوم، فأيقنت -وأنا موقن من غير عمل.

أي: من غير تجارب- ببركة قول الله عز وجل وقول نبيه عليه الصلاة والسلام، فقلت: سبحان الله! لو كان أحداً علم أهل القرى والريف كيف ينامون وكيف يستيقظون لما حدث مثل هذا.

[(إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه)]، أي: لا يعلم ماذا ترك في فراشه الذي نام فيه آنفاً.

(فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل: سبحانك اللهم ربي، بك وضعت جنبي وبك أرفعه)، أي: كأنه أراد أن يقول: يا رب! لا حول لي ولا قوة إلا بك، بك وضعت جنبي وبك أرفعه، فلا يمكن أبداً لمن أراد أن يضع جنبه بغير إرادة الله أن يضعه، كما أن من نام وأراد أن يقوم في ساعة معينة، والله لم يرد له القيام في هذه الساعة لا يستطيع أن يقوم.

وقوله: (بك وضعت جنبي)، أي: بحولك وقوتك وطولك وضعت جنبي لا بحولي؛ لأنه لا حول لي ولا قوة لي ولا طول لي إلا حولك وقوتك وطولك.

قال: [(إن أمسكت نفسي فاغفر لها)]، أي: وإن قبضتني وأمتني فاغفر لي أو لها.

(وإن أرسلتها)، أي: وإن أرسلت نفسي.

[(فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)]، وقيد العبادة هنا بالصالحين؛ ليطلب من الله عز وجل أن يعامله معاملة أهل الصلاح.

[وحدثنا أبو كريب حدثنا عبدة -وهو ابن سليمان - عن عبيد الله بن عمر العمري بهذا الإسناد، وقال: (ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، فإن أحييت نفسي فارحمها)].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015