معنى قوله: (وأحب القيد وأكره الغل)

قال: [(وأحب القيد وأكره الغُل، والقيد ثبات في الدين)].

إما أن يكون هذا الكلام مرفوعاً وإما أن يكون موقوفاً.

أي: أن هذه الرواية مدرجة، وقد يكون هذا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.

والمسألة محل نزاع، والراجح أنه كلامه عليه الصلاة والسلام.

والقيد دائماً يكون في القدم، والغُل يكون إما في اليد وإما في العُنق، وفي الغالب يكون بربط اليد في العنق، قال تعالى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} [الإسراء:29] يعني: مربوطة.

فالنبي عليه الصلاة والسلام يحب القيد، يحب أن يرى رؤيا أنه مُقيد من قدمه؛ لأن القيد ثبات في الدين.

أي أنك إذا كنت في مجلس علم وأردت لتقوم تجد نفسك مربوطاً، تريد أن تنصرف من مجلس العلم لكن الله تعالى أراد بك أن تثبت في طريق الطلب، ورأيت في نومك أنك مقيد من قدمك في مكان مجلس العلم، أو مجلس الذكر، أو مجلس يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، بخلاف الغُل، فإنه يدل على البخل والشح وغير ذلك، ولذلك اليهود عليهم لعنة الله سبوا الله تبارك وتعالى فقالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة:64].

[قال: فلا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015