والخلف هم الذين أولوا وصرفوا النص عن ظاهره، فكل من انحرف عن منهج السلف في أسماء الله عز وجل وصفاته وأفعاله فهو معدود في الخلف.
وطريقة السلف في الأسماء والصفات أنهم يثبتونها لله عز وجل، ويعلمون معناها علماً حقيقياً، ويفوضون كيفية ذلك لله عز وجل، فهم لا يفوضون الإثبات ولا المعنى، وإنما يفوضون الكيف، فمن قال بغير ذلك ولو في القرن الأول فهو من الخلف، ومن قال بقول السلف ولو عند قيام الساعة فهو من السلف.
فلا نظن أن السلف هم أصحاب القرون الأولى، والخلف هم من أتى بعد ذلك، وأن هناك حداً فاصلاً بين السلف والخلف، بل من قال بقول الصحابة والأئمة المتبوعين الذين وافقوا الصحابة في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله فهو متبع للسلف، وإن كان في القرون المتأخرة التي لم تأت بعد.