والتمثيل والتعطيل في أسماء الله عز وجل وصفاته كفر، وأما التحريف الذي يسميه أهل البدع تأويلاً من الأشاعرة وغيرهم فمنه ما هو كفر كتأويلات الباطنية الإسماعيلية، ومنه ما هو بدعة ضالة، كتأويلات نفاة الصفات، ومنه ما يقع خطأً من صاحبه، كما قلنا من قبل في ترجمة الحافظ النووي والحافظ ابن حجر عليهما رحمة الله، فإنه قد وقع في بعض كلامهما تأويل على سبيل الخطأ، لا على سبيل البدعة والضلالة، ولا على سبيل الكفر والجحود.
وكذلك وحدة الوجود، واعتقاد حلول الله عز وجل في شيء من مخلوقاته فإن هذا كفر، والقائل به مع علم كافر، فإن من قال إن الله تعالى متحد بخلقه أو حل في الخلق حتى كان الخالق كالمخلوق، أو أن الله تعالى لما حل في الخلق صار الخالق والمخلوق شيئاً واحداً فقد كفر، فإن هذا لم يقل به إلا الحلولية من غلاة الصوفية وغيرهم، ولا شك أن هذا قول كفر.