سنقف الآن على بعض الفوائد الإسنادية في هذا الحديث: فالإمام البخاري روى هذا الحديث من طريقين له عن فليح بن سليمان: طريق عال، وطريق نازل.
وأشرف أنواع العلو الذي كان يحرص عليه المحدثون هو: تقليل عدد الوسائط بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي عليه الصلاة والسلام هو المصباح، وكلما اقتربت من ضوء المصباح؛ كلما يكون أشرف لك، فلذلك كان المحدثون يحرصون على الأسانيد العالية، ويبذلون حر المال في سبيل تحصيل هذه الأسانيد.
وقد سئل يحيى بن معين أبو زكريا إمام الجرح والتعديل رحمه الله، وهو في مرض موته فقيل له: ما تشتهي؟ قال: بيت خال وإسناد عال.
وكانوا -كما قلت- يحرصون على هذا النوع من العلو، وهو تقليل الوسائط بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام.