وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِى رَقٍّ مَّنشُورٍ) [الطور: 1 - 3] ، قال الحسن: هو القرآن فى أيدى السفرة. وقال الزجاج: الكتاب هاهنا ما أثبت على بنى آدم من أعمالهم. قال المهلب: وما ذكره النبى (صلى الله عليه وسلم) من سبق رحمة الله لغضبه فهو ظاهر؛ لأن من غَضب الله عليه من خلقه لم يخيبه فى الدنيا من رحمته ورأفته، بأن رزقه ونعمه وخوله مدة عمره أو وقتًا من دهره، ومكنه من آماله وملاذه، وهو لا يستحق بكفره ومعاندته غير أليم العذاب، فكيف رحمته بمن آمن به واعترف بذنوبه، ورجا غفرانه، ودعاه تضرعًا وخفية. وقد قال بعض المتكلمين: إن رحمته تعالى لم تنقطع عن أهل النار المخلدين الكفار، إذ من قدرته أن يخلق لهم عذابًا يكون عذاب النار لأهلها رحمة وتخفيفًا بالإضافة إلى ذلك العذاب.
وَيُقَالُ لِلْمُصَوِّرِينَ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ،) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ (الآية [الأعراف: 54] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: بَيَّنَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الأمْرِ؛ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ) [الأعراف: 54] وَسَمَّى النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) الإيمَانَ عَمَلا. قَالَ أَبُو ذَرّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ: سُئِلَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) أَىُّ الأعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِى سَبِيلِهِ، وَقَالَ: (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 17] ،