بشيء من ذلك لأن العباد لا يصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية وقد تقدم حديث عطاء عن أبى سعيد الخدرى، عن النبى عليه السلام أنه قال: (لا تسموا أبناءكم حكما ولا أبا الحكم؛ فإن الله هو الحكيم العليم) . وقوله: (أخنع الأسماء عند الله) معناه: أذل الأسماء عند الله قال صاحب الأفعال: يقال: خنع الرجل إذا ذل وأعطى الحق من نفسه. فعاتب الله من طلب الرفعة فى الدنيا بما لا يحل له من صفات ربه بالذل يوم القيامة، كما جاء فى الحديث: (إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة فى صور الذر يطوؤهم الناس بأقدامهم) .
وَقَالَ الْمِسْوَرٌ: سَمِعْتُ النَّبِى عليه السلام يَقُولُ: (إِلا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ) . / 204 - فيه: أُسَامَةَ، أَنَّ النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. . . الحديث، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (أَى سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ) - يُرِيدُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ -؟ فَعَفَا عَنْهُ النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) ، وَكَانَ النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأذَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنِ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرًا (وَكَانَ النَّبِىّ عليه السلام يَتَأَوَّلُ فِى الْعَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ. . . الحديث. / 205 - وفيه: عباس بن عبد المطلب، قلت: يا رسول الله، هل نفعت أبا