ولا يفنى بل يخفى على الرائي فقط، بالمناسبة يجرنا هذا الكلام إلى شيء وهو أن ما يظهر على أيدي السحرة والمشعوذين، الحنيفة يرون أن كل هذا تخييل ولا حقيقة له {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ} [(66) سورة طه] يعني كله تخييل ولا حقيقة له، والجمهور على أن السحر له حقيقة، وأنه يرى بالعين، ويلمس، يحس به، وقبل حدود عشرين سنة واحد من المشائخ ذكر له طبيب في الفلبين يعالج العيون، وذهب إلى ألمانيا، وأجرى بعض العمليات وقالوا: إنها ما نجحت، وقالوا: إنه ما يمكن تستفيد إلا من طبيب هذا وصفه وهذا عنوانه في الفلبين، راح وكان الناس فتنوا به من كثرة ما يسمعون عنه، راح هذا الشيخ من المشايخ من أهل العلم، وقد كف بصره، دخل على هذا الطبيب المزعوم من باب وعنده صالحة انتظار، والمعالج لا يرجع إليه، يخرج من باب ثاني، يقولون: دخل عليه وأحضر الآلات فأخرج العينين ووضعهما على الطاولة، وقال: إن ظهره فيها آلام وكذا، وجاء المشرط يقول: والذي معي يرى الدم يسيل، والحدقتان على الطاولة، ومعه كمرة تصور، معه كمرة تصور، يقول: دقائق ورد العينين ومسح الظهر قال: خلاص انتهى، يعني الشيخ ما أبصر استمر أعمى، وأخرجه من الباب الثاني ومعه الصور، جاء وكتب تقرير مفصل عن هذا الدجال في إحدى الصحف، ما أدري عاد الجزيرة أو الرياض، وكان بعض الكبار حاجز يبي يروح إلى هذا الطبيب فمنع، أقول: إن الكمرة التقطت هذا العمل، التقطته وهو سحر، يعني الاستعانة بالشياطين يحصل مثل هذا، يحصل على أيديهم مثل هذا مما يشبه الخوارق، وهو في الحقيقة استعانة من الشياطين، والسحر له حقيقة، وله وجود، والكامرة لقطة ما لقطته العين، فمثل هذه الأمور التي لا تدرك لا سميا وأن القدر الزائد الذي يقول: لا يزول يعني بالنظر بالحس أنه غير موجود، ووصفه الصحابة واتفقوا على وصفه، وخاطبه النبي -عليه الصلاة والسلام- على أنه رجل، فيقول ابن حجر: القدر الزائد لا يزول ولا ينفى، بل يخفى على الرائي، الله أعلم، هذا أولى ما يقال، لا نقول: يزول ولا نقول: لا يزول؛ لأن هذه أمور فوق ما ندرك، والصحابة رأوه رجلاً، والرسول -عليه الصلاة والسلام- ... ((يتمثل لي الملك رجلاً)) قوله: ((يتمثل))