إذا قام الإمام معنا إلى خامسة ما واجبي أنا كمأموم: هل أتابعه أم لا؟ لا تتابعه، ولكن تسبّح وتجلس، فالصحابة تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم ظناً منهم أن الوحي قد نسخ الحكم الأول ونزل بالزيادة، فحال النبي صلى الله عليه وسلم يختلف عن الإمام العادي، فلو تيقنت أنه قام للخامسة فقل: سبحان الله واجلس ولا تتابعه، وإما أن تفارقه -أسلم وأتركه- وإما أن تنتظر حتى يجلس وتسلم معه، فالإمام لا يتابع في الخطأ، وإنما يتابع في الصواب.
أما المسبوق فوضعه مختلف، فلابد أن يتابع، وإنما لا يتابع الإمام من دخل معه في تكبيرة الإحرام، أما المسبوق فيتابع الإمام؛ لأنه لا يدري كم صلى الإمام فيبني على المتابعة.
أنا جئت مسبوقاً بركعتين وقام الإمام إلى خامسة، وأنا لا أدري كم صلى، فأنا مأمور بالمتابعة؛ لأن الذي لا يؤمر بالمتابعة هو الذي تحقق من الخطأ.
قال: [(فسجد سجدتين بعدما سلم)].
أي: أنه صلى الله عليه وسلم سجد في حال الزيادة بعد السلام، وهذه الحالة الأولى التي يسجد فيها بعد التسليمتين.