الباب الثامن والخمسين: قال البخاري رحمه الله: [باب من انتظر حتى تدفن:] حدثنا عبد الله بن مسلمة إلى أن قال: أنه سأل أبا هريرة رضي الله عنه فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم أورد حديث ابن شهاب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين، كل قيراط كجبل أحد).
وشبّه القيراط بأحد لأنه أولاً: يعرفه الجميع.
ثانياً: أنه يحبهم ويحبونه.
ثالثاً: للتعبير عن الأجر العظيم.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً يخاطب المستمع بما يفقه، فليس كل قيراط كأحد، بل المقصود بيان عظم الأجر.
وفيه أيضاً: أن الأعمال توزن، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) وهذا فيه إشارة إلى أن الأعمال توزن.
وكلمة قيراط لها أكثر من معنى.