فأمّكم لا تسلموها لكلبكم … فإنّ عقوق الوالدات كبير

وإنّك كلب قد ضريت بما ترى … سميع بما فوق الفراش بصير

إذا عثّنت من آخر اللّيل دخنة … يبيت لها فوق الفراش هدير

فاستعدى عليه بنو عبد الله بن هوذة عثمان بن عفّان، فأرسل إليه فأقدمه، فأنشدوه الشعر الذي قال في أمهم فقال له عثمان: ما أعرف في العرب رجلا أفحش ولا ألأم منك، فإني لأظن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لو كان حيّا

لنزل فيك قرآن، فقال ضابيء:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله … فإنّي وقيّار بها لغريب

وما عاجلات الطّير يدنين بالفتى … رشادا ولا عن ريشهنّ نجيب (?)

وربّ أمور لا تضيرك ضيرة … وللقلب من مخشاتهنّ وجيب

ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه … على نائبات الدّهر حين تنوب

وفي الشّكّ تفريط وفي الحزم قوّة … ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب

ولست بمستبق صديقا ولا أخا … إذا لم تعدّ الشّيء وهو يريب

فقضى عثمان لبني هوذة على ضابيء بجز شعره وخمس إبله، فانحازوا به من المدينة إلى الصاف، فحبسوه عند أمهم الرباب بنت قرط. ضابيء: بالمعجمة والموحدة وهمزة. وقيّار: بفتح القاف وتشديد التحتية، قيل اسم رجل، وقال الخليل: اسم فرسه. وقال ابو زيد: اسم جملة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015