كنت أعرف! فقال عبد الله: بحق طاهر ألا فعلت؟ فابتدر عوف وقال:

أفي كلّ عام غربة ونزوح … أما للنّوى من وثبة فتريح (?)

لقد طلّح البين المشتّ ركائبي (?) … فهل أرينّ البين وهو طليح

وأرّقني بالرّيّ نوح حمامة … فنحت وذو البثّ الغريب ينوح (?)

على أنّها ناحت ولم تذر دمعة … ونحت وأسراب الدّموع سفوح

وناحت وفرخاها بحيث تراهما … ومن دون أفراخي مهامه فيح

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر … وغصنك ميّاد ففيم تنوح

عسى جود عبد الله أن يعكس النّوى … فتلقى عصا التّطواف وهي طريح (?)

فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه … وعدم الغنى بالمقترين طروح (?)

فاستعبر عبد الله ورقّ له وجرت دموعه وقال له: والله إني لضنين بمفارقتك، شحيح على الفائت من محاضرتك، ولكن والله لا أعملت معي خفا ولا حافرا إلا راجعا إلى أهلك. وأمر له بثلاثين ألف درهم، فقال عوف:

يا ابن الّذي دان له المشرقان … وألبس الأمن به المغربان (?)

إنّ الثّمانين - وبلّغتها - … قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وبدّلتني بالشّطاط انحنا … وكنت كالصّعدة تحت السّنان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015