كثير عزة، فلما ورد عليه إذ هو حقير قصير تزدريه العين، فقال عبد الملك:
تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه. فقال: مهلا يا أمير المؤمنين، فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إن نطق ببيان، وإن قاتل قاتل بجنان، وأنا الذي أقول (?):
وجرّبت الأمور وجرّبتني … وقد أبدت عريكتي الأمور
وما تخفي الرّجال عليّ إنّي … بهم لأخو مثاقبة خبير
ترى الرّجل النّحيف فتزدريه … وفي أثوابه أسد نزير (?)
ويعجبك الطّرير فتبتليه … فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير
وما عظم الرّجال لها بزين … ولكن زينها كرم وخير (?)
بغاث الطّير أطولها جسوما … ولم تطل البزاة ولا الصّقور (?)
وقد عظم البعير بغير لبّ … فلم يستغن بالعظم البعير
فيركب ثمّ يضرب الهراوي … فلا عرف لديه ولا نكير
يجرّره الصّبيّ بكلّ سهب … ويحبسه على الخسف الجرير