كثير عزة، فلما ورد عليه إذ هو حقير قصير تزدريه العين، فقال عبد الملك:

تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه. فقال: مهلا يا أمير المؤمنين، فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إن نطق ببيان، وإن قاتل قاتل بجنان، وأنا الذي أقول (?):

وجرّبت الأمور وجرّبتني … وقد أبدت عريكتي الأمور

وما تخفي الرّجال عليّ إنّي … بهم لأخو مثاقبة خبير

ترى الرّجل النّحيف فتزدريه … وفي أثوابه أسد نزير (?)

ويعجبك الطّرير فتبتليه … فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير

وما عظم الرّجال لها بزين … ولكن زينها كرم وخير (?)

بغاث الطّير أطولها جسوما … ولم تطل البزاة ولا الصّقور (?)

وقد عظم البعير بغير لبّ … فلم يستغن بالعظم البعير

فيركب ثمّ يضرب الهراوي … فلا عرف لديه ولا نكير

يجرّره الصّبيّ بكلّ سهب … ويحبسه على الخسف الجرير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015