النسيب، وله من فنون الشعر ما ليس لجميل. وكان جميل صادق الصبابة والعشق، وكان كثير يقول (?) ولم يكن عاشقا، وكان راوية جميل.

واخرج ابن عساكر من طريق الصولي، حدثنا محمد بن يزيد، حدّثنا ابن عائشة حدّثني أبي حدّثني رجل من بني عامر بن لؤي، ما رأيت بالحجاز أعلم منه، قال: حدّثني كثير أنه وقف على جماعة يفيضون فيه وفي جميل أيهما أصدق عشقا، ولم يكونوا يعرفونه بوجهه، ففضلوا جميلا في عشقه؛ قال: فقلت لهم: ظلمتم كثيرا، كيف يكون جميل أصدق عشقا من كثير، وإنما أتاه عن بثينة ما يكره فقال (?):

رمى الله في عيني بثينة بالقذى! … وفي الغرّ من أنيابها بالقوادح

وكثير أتاه عن عزة ما يكره فقال (?):

هنيئا مريئا غير داء مخامر … لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

فما انصرفوا إلّا على تفضيلي.

وأخرج ابن عساكر عن العتبي قال (?): كان عبد الملك بن مروان يحب النظر الى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015