سقتني بشرب المستضاف فصرّدت … كما صرّد اللّوح النّطاف الضّحاضح

فهل تبكني ليلى إذا متّ قبلها … وقام على قبري النّساء النّوائح

كما لو أصاب الموت ليلي بكيتها … وجاد لها جار من الدّمع سافح

وفتيان صدق قد وصلت جناحهم … على ظهر مغبرّ التّنوفة نازح

بمائرة الضّبعين معقودة النّسا … أمين القرى في مجفر غير جانح

وما ذكرتي ليلى على نأي دارها … بنجران إلّا التّرّهات الصّحاصح

الجندل: بفتح الجيم وسكون النون، الحجارة. والصفائح: الحجارة العراض تكون على القبور، وهي جمع صفيحة. وزقا: بالزاي والقاف، يقال زقا الصدى، يزقو: أي صاح. والصدى: بفتح الصاد المهملة، الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها (?). قوله:

ألا كلّ ما قرّت به العين صالح

قال التبريزي (?): إني قرير العين بأن أذكرها، وهذا القدر نافع.

أخرج أبو الفرج في الأغاني عن المدائني قال (?): أقبلت ليلى الأخيلية من سفر، فمرّت بقبر توبة ومعها زوجها، وهي في هودج لها، فقالت: والله لا أبرح حتى أسلّم على توبة. فصعدت أكمة عليها قبر توبة، فقالت: السلام عليك يا توبة، ثم حوّلت وجهها الى القوم فقالت: ما عرفت له كذبة قط قبل هذه.

قالوا: وكيف؟ قالت: أليس القائل:

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت … عليّ ودوني جندل وصفائح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015