يذكّرن ذا البثّ الحزين ببثّه … إذا حنّت الأولى سجعن لها معا
إذا شارف منهنّ قامت فرجّعت … حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا
بأوجد منّي يوم فارقت مالكا … وقام به النّاعي الرّفيع فأسمعا
إلى أن قال:
لعلّك يوما أن تلمّ ملمّة … عليك من اللّائي يدعنك أجدعا
قوله: (غير مبطان العشيّات). قال في الكامل (?): يقول: كان لا يأكل في آخر نهاره انتظارا للضيف، ويروى أن عمر بن الخطاب سأله: أكذبت في شيء مما قلته لأخيك؟ فإنك ذكرت خصالا قلّ ما تكون في الرجال، فقال:
يا أمير المؤمنين، ما كذبت في حرف واحد، إلا إني أعلم أنّ خصلة واحدة قد قلتها، قال: وما هي؟ قال: قلت: غير مبطان العشيات. وقد علمت أنه كان له بطن، فقال عمر: إن هذه لخصلة يسيرة فيما يقول الشعراء. ذكره أبو عبيدة في مقاتل الفرسان.
والأروع: ذو الروعة والهيبة. وجذيمة: هو الأبرش، كان ملكا، وهو أوّل من أوقد بالشّمع نصب المجانيق للحرب. وندماه مالك وعقيل يضرب بهما المثل لطول ما نادماه حتى قال أبو خراش (?):
ألم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا … خليلا صفاء: مالك وعقيل
قوله: (وما وجد اظآر)، استشهد به الفارسي على أن الظئر مؤنث، لقوله: ثلاث. وعلى ان الظئر يكون من الابل لأنه وصف في البيت نوقا فقدت أولادها في حال صغر فأقبلن على الحنين. وقال المبرد في الكامل (?): اظآر: جمع