الفريئة: الأتان. وفي شرح الكامل للبطليوسي: يروى أن الحطيئة دخل على سعيد ابن العاص يتغدّى، فأكل أكل جائع، فلما فرغ من طعامه وخرج الناس فأقام مكانه، فأتاه الحاجب ليخرجه فامتنع، وقال: أترغب عن مجالستي؟ فلما سمعه سعيد وكان لا يعرفه، قال: دعه، ثم تذاكروا الشعر فقال الحطيئة: ما أصبتم جيد الشعر، ولو أعطيتم القوس باريها بلغتم ما تريدون، فاستنسبوه فانتسب لهم، فأكرموه وذاكروه، فقال لسعيد: استمع، ثم أنشد (?):

الشّعراء فاعلمنّ أربعه: … فشاعر لا يرتجى لمنفعه

وشاعر ينشد وسط المجمعه … وشاعر آخر لا يجرى معه

وشاعر يقال خمر في دعه

ومعنى خمر: غط وجهك حياء من قبح ما جئت به، ثم أنشد:

الشّعر صعب وطويل سلّمه … إذا ارتقى فيه الّذي لا يعلمه

زلّت به إلى الحضيض قدمه … يريد أن يعربه فيعجمه

فكان أحد الأعاجيب.

فائدة: [الحطيئة]

الحطيئة اسمه جرول بن أوس، ويقال ابن مالك العبسي، يكنى أبا مليكة.

ولقب بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض. وقيل: لانه محطوء الرجل، وهي التي لا أخمص لها. وقيل لأنه جلس بين قوم فضرط فقيل له ما هذا؟ فقال: حطيئة، وكان مفلقا جوالا في الآفاق يمتدح الاماثل ويستجديهم. وهو أوّل من قال: اعط القوس باريها، ذكره البطليوسي في شرح الكامل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015