الأصبهاني في كتاب الأغاني: وأنشد بعده أيضاً - وهو الشاهد التاسع والأربعون بعد المائتين -: (من الرجز) 249 - هُمُ الأُلَى إنْ فَاخَرُوا قَالَ الْعُلَى * بفى امرئ فاخر كم عَفْرُ الْبَرَى على أن الألى المقصور لا يكتب بعد ألفه واو، لأن الألف واللام قبله

اشتباهه بإلى الجارة.

والبيت من مقصورة ابن دريد اللُّغَوِيِّ، وقبله: بَلْ قَسَماً بِالشُّمِّ مِنْ يَعْرُبَ هَلْ * لِمُقْسمٍ مِنْ دُونِ هَذَا مُنْتَهَى كان أقسم أولاً بابل الْحَجَّاج على طريقة العرب، ثم أضرب فأقسم بالشُّمِّ من يَعْرُبَ، والشم: السادات والأشراف، جمع أشم، وهو المرتفع الأنف، وهو من صفات الشريف، و " من يعرب " في موضع الحال للشُّم، أو صفة له، لأن لامه للجنس، ويعرب: أبو قبيلة من عرب اليمن، وهو يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام، وإنما أقسم به لأنه أبو الأزد، وابن دريد أزدي، فيكون أقسم بآبائه وأجداده العظماء، و " هل " للاستفهام التقريري، وهو حمل المخاطب على الإقرار و " مُقْسِم " اسم فَاعل من أقسم، و " دون " بمعنى غير، اسم الإشارة ليعرب، و " منتهى " غاية ينتهي إليها، وهو فاعل الظرف، والجملة اعتراض بين القسم وبين جوابه الآتي بعد أربعة أبيات.

وقوله " هم الألى إلخ " استئناف بياني في جواب لِمَ لا يكون دون يعرب مُنْتَهَى لِلْمُقْسِم، و " الالى " بمعنى الذين، واحده الذي من غير لفظه و " فاخروا " عارضوا بالفخر، والفخر: التمدح بالخصال المحمودة، والعلى: الرفعة.

وقوله " بفِي امْرِئٍ " خبر مقدم، وجملة " فاخركم " صفة امرئٍ و " عَفْرُ الْبَرَى " مبتدأ مؤخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015