يريد أمْسَتْ الأُتُن وأمْسَى الْعَيْرُ، وقيل: أراد أمْسَتِ النعامة وأمْسَى الظلِيم، ولم أعرف له صلة فأتبين الصحيح من ذلك " انتهى.

ولم أقف أنا أيضاً على تتمة هذا الرجز وقائله بشئ، والله تعالى أعلم: باب الإدغام أنشد الجاربردي في أوله - وهو الشاهد السادس والثلاثون بعد المائتين -: (من الرجز) 236 - وَقَبْرُ حَرْبٍ بِمَكَانٍ قَفْرِ * وَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ على أن هذا البيت لثقله بقرب مخارج حروفه لا يكاد يقوله أحد ثلاثَ مرات.

قال الزمخشري في ربيع الأبرار: " يزعمون أن علقمة بن صفوان وحرب بن أمية من فتلى الجن، قالوا: وقالت الجن: * وَقَبْرُ حَرْبٍ بِمَكَانٍ قَفْرِ * إلخ قالوا: ومن الدليل على أن هذا من شعر الجن أن أحداً لا يقدر أن ينشد ثلاث مرات متصلة من غير تَتَعْتُع ويقدر على تكرار أشق بيت من أبيات

الأنس عشر مرات من غير تتعتع، والله أعلم " انتهى.

وكذا قال الجاحظ في كتاب البيان، وفي شرح تلخيص المفتاح للقُونَويّ: " وفي البيت الأقواء، وهو من عيوب الشعر، وإنما قلنا فيه الإقواء، لأن البيت مصرع، وكل واحد من المصراعيين فيه كبيت كامل " هذا كلامه.

وقال بعضهم: قَفْر: مرفوع على تقدير: هو قفر، ويكون من القطع في النكرة بقلة، والقفر: المفازة وأرض لا نبات فيها ولا ماء، وحرب: هو جد معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه.

وأنشد بعده أيضا - وهو الشاهد السابع والثلاثون بعد المائتين -: (من الطويل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015