مما حرمت الشريعة لطم الخدود وشق الجيوب، وقد بينت أنها من أفعال أهل الجاهلية، فإنهم كانوا إذا مات لهم ميت صرخوا عليه وندبوه ورفعوا أصواتهم، ثم تلطم النساء وجوههن، وقد يلطم الرجال كذلك، وقد يضع بعضهم التراب على رأسه وهذا كله حرام، ويعذبون عليه يوم القيامة.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه-: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
فهؤلاء ليسوا من أهل الإسلام الذين هم على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى دينه وسنته، فكأنه عليه الصلاة والسلام يبرأ من هؤلاء، وأنهم لا يستحقون أن ينسبوا إليه.
فيقول: (ليس منا من لطم الخدود)، وهذا عام في الرجال والنساء، وأيضاً شق الجيوب عام في الرجال وفي النساء.
ومعنى شق الجيوب: تمزيق الثياب، وجيب القميص هو: المكان الذي فيه أزرار، أو الذي تدخل منه رأسك في القميص، فأن يشق هذا الجيب أو يمزق الثوب، مما لا يحل لأحد أن يفعله في مصيبة تنزل به.