من الأحاديث التي فيها النهي عن جلسة معينة، حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه قال: (مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي)، هذا الرجل كان قاعداً على الأرض وقد وضع يده اليسرى وراء ظهره، وألية اليد هي راحة اليد من ناحية الكوع.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتقعد قعدة المغضوب عليهم) يعني: نهى صلى الله عليه وسلم عن هذه القعدة، وعلل ذلك أن هذه جلسة من غضب الله تبارك وتعالى عليهم.
والمغضوب عليهم هم اليهود وغيرهم من الكفار، فكأنها هنا على العموم، وإن كان في سورة الفاتحة المقصود بالمغضوب عليهم اليهود ومن شاكلهم، ولكن هنا كأنها جلسة المتكبرين الذين يغضب الله عز وجل عليهم من يهود ونصارى وغيرهم من أعداء الله سبحانه، فلا ينبغي للمسلم أن يجلس هذه الجلسة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكثيراً ما نرى إخواننا في المجلس يجلسون هذه الجلسة عند انتظارهم للصلاة!