يقول الإمام النووي: باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام يعني: إذا تكلمت مع إنسان أفهمته ما تقول، والسامع لابد أن يسمع ويصغي إلى الذي تقول، إلا أن يكون كلاماً حراماً فلا ينبغي له أن يجلس في مجلس فيه كلام حرام، بل يأمر بمعروف وينهى عن منكر أو يترك المجلس وينصرف، ولا يجلس مع أناس يتكلمون في دين الله عز وجل باستهزاء وسخرية، أو يتكلمون في عرض فلان وفلان، أو يدبرون لسفك دم فلان أو لانتهاك عرض فلان أو لأخذ مال فلان، والأشياء المحرمة يجب عليه أن يوقف أصحابها، فإذا يئس فليترك المكان ولا يجلس معهم.
ولذلك يحذر ربنا سبحانه تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد مع أقوام يخوضون في آيات الله، فقال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:68].
يعني: إذا نسيت وقعدت، ثم تذكرت، فاترك هؤلاء ولا تجلس مع القوم الظالمين، وانتق الجليس الذي تجلس معه بأن يكون إنساناً تقياً ينصحك وتنصحه، ويقبل منك النصيحة، ويدعو لك وتدعو له.