عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله! لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) أي: نافلة كان يفعلها، ومع ذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وعبد الله كان مجتهداً شديد الاجتهاد، قائم ليله، صائم نهاره رضي الله تبارك وتعالى عنه، فصار يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويقوم من الليل بعضه وينام بعضه، حين علّمه وأخبره أن خير الصيام صيام داود، وخير القيام قيام داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، واستمر عبد الله بن عمرو بن العاص على ذلك، وخشي عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يمل فقال: (لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فتركه، فما ترك عبد الله بن عمرو بن العاص قيام الليل)، وقد تعب بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأرهقه القيام وأتعبه الصيام، وكانوا يقولون: أنت شيخ كبير، لماذا تفعل هذا الأشياء كلها؟! فكان يقول: فارقني رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء، وأكره أن ألقاه غداً على غيره، انظروا! الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم منعه من ترك المحافظة على ما اعتاده.
نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا وأن يرحمنا وأن يجعلنا نلاقي النبي صلى الله عليه وسلم بما يحبه منا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.