وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة) فهو ينهاهم ومع ذلك يقول: ستحرصون عليها، وكان بعده مباشرة صلوات الله وسلامه عليه، ومات صلى الله عليه وسلم فإذا بالبعض من الأنصار يريدون أن يكون فيهم الأمير، حتى بين لهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الخلافة في قريش ليست في غيرهم، ثم بعد ذلك صارت الخلافة على المنهاج الشرعي حتى حدث الطمع فيها والاقتتال، ففئة تتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقول، وفئة تخالف في ذلك، فكانت على الناس أزمة، وجرت سنون إلى أن أصبح طلب الرئاسة وطلب الإمارة للإمارة وللرياسة، وليس لإقامة شرع الله سبحانه، فصارت ملكاً عضوضاً، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة).
ويتخلى عن الإنسان يوم القيامة أتباعه وأشياعه وجنوده، ويأتي وحده ليسأل عن كل ما كان تحت يديه، ولذلك فالإنسان يتفكر أنه سوف يسأل عن نفسه، وعن أولاده، والذي يتولى زمام الأمور والذي يكون رئيساً على الناس سوف يسأل عن كل الناس الذين تحته، فيا ترى متى سينهي الله حسابه؟ ولذلك على المسلم ألا يطمع نفسه في ذلك، ولا يحرص عليها، فلا خير فيها.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.