وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).
يعني: عندما يكون النبي عندها في ليلتها التي تكون كل تسع ليال مرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج، ولأنه تكرر منه ذلك قالت: (كلما كان ليلتها) فكان صلى الله عليه وسلم يخرج ليزور قبور شهداء أحد ويدعو لأهل المقابر هنالك.
قالت: (فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون)، يعني: الموت الذي وعدتم به قد جاءكم.
(غداً مؤجلون)، يعني: القيامة ستكون في الغد، والكل سيبعث للحساب يوم القيامة.
(وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)، يعني: أنتم سبقتم ونحن وراءكم.
ثم يدعو ويقول: (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).
فهنا في هذا الحديث ذكر بقيع الغرقد، وفي حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها: (ذهب يدعو لشهداء أحد)، صلوات الله وسلامه عليه، وهذا كان في آخر حياته صلى الله عليه وسلم كالمودع للأحياء وللأموات.