جدبا وقحطا وسنين، وتارة تكون خصبة وربيعا ورخاء.
خامسا: ومن اختلاف الليل والنهار اختلافهما في الحرب والسلم، تارة تكون حربا وتارة تكون سلما وتارة تكون عزا وتارة تكون ذلة، كما قال الله تعالى: (? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران: من الآية140) .
ومن تأمل اختلاف الليل والنهار وجد فيهما من آيات الله_ عز وجل_ ما يبهر العقول.
وقوله تعالى: (لَآياتٍ) أي: علامات واضحات على وحدانية الله، وكمال قدرته وعزته وعلمه ورحمتهن وغير ذلك من آياته.
وقوله: (? لِأُولِي الْأَلْبَابِ) أي: لأصحاب الألباب والألباب جمع لب: وهو العقل، وأولوا الألباب: هم أصحاب العقول وذلك لان العقل لب، والإنسان بلا عقل قشور بلا لب، فالأصل في الإنسان هو العقل، فلهذا نسمي لبا، وأما الإنسان بلا عقل فانه قشور.
ولكن ما المراد بالعقل؟ هل المراد بالعقل الذكاء؟
الجواب: لا، الذكاء شيء والعقل شيء آخر، رب ذكي نابغ في ذكائه لكنه مجنون في تصرفاتهن فالعقل في الحقيقة هو ما يعقل صاحبه عن سوء التصرف، هذا العقل، وأن لم يكن ذكيا فإذا من الله على الإنسان بالذكاء والعقل تمت عليه النعمة، وقد يكون الإنسان ذكيا وليس بعاقل، أو عاقلا وليس بذكي.
جميع الكفار_ وأن كانوا أذكياء_ فانهم ليسوا عقلاء، كما قال الله: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (الأنفال: 22) .