فاعلم أن ذكر الله عز وجل هو ذكر القلب وأما ذكر اللسان مجردا عن ذكر القلب فإنه ناقص ويدل لهذا قوله عز وجل {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} ولم يقل من أمسكنا لسانه عن ذكرنا قال من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فالذكر النافع هو ذكر القلب وذكر القلب يكون في كل شيء يعني معنى ذلك أن الإنسان وهو يمشي وهو قاعد وهو مضجع إذا تفكر في آيات الله عز وجل فهذا من ذكر الله ومن ذكر الله أيضا ما جاء في السنة مثل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وسبحان الله وما أشبه ذلك.
ومن ذكر الله أيضا الصلاة فإنها من ذكر الله قال الله تبارك وتعالى {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} قال بعض العلماء المعني ولنا فيها من ذكر الله أكبر فعلى كل حال ينبغي للإنسان عند ذكر الله باللسان أن يكون ذاكرا لله بقلبه حتى يتطابق القلب واللسان وتحصل الفائدة لأن مجرد الذكر باللسان ينفع الإنسان ولكنه ناقص لكن الذكر بالقلب هو الأصلي والمهم وأعلم أن الله تعالى يقول {فاذكروني أذكركم} وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم يعني الإنسان إذا