الله وفتح قريب وبشر المؤمنين} {نصر من الله} ينصركم الله به على أعدائكم ولا شك أن الإنسان إذا انتصر على عدوه فإن ذلك له حب عظيم لأن الله تعالى يجعل عذاب عدوه على يده كما قال تعالى: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم} فوائد عظيمة إذا عذب الله تعالى عدوك على يديك ولهذا قال {نصر من الله وفتح قريب} وقد حصل هذا للمؤمنين في صدر هذه الأمة فتح الله عليهم فتوحات عظيمة وغنموا غنائم كثيرة لأنهم قاموا بما يجب عليهم من الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله عز وجل ثم قال: {وبشر المؤمنين} يعني بشر بهذه الأمور كلها من كان مؤمنا بها قائما بما يجب عليه من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله أحاديث في فضل الجهاد والرباط في سبيل الله وأن الغدوة والروحة في سبيل الله أو غدوة وروحة في الرباط خير من الدنيا وما فيها وهذا فضل عظيم خير من الدنيا كلها من أولها إلى آخرها وما فيها.
وليس خيرا من دنياك التي أنت تعيشها فقط بل من الدنيا وما فيها ومن متى الدنيا من زمن لا يعلمه إلا الله وكذلك لا يدري متى تنتهي كل هذا خير من الدنيا وما فيها.
قال: وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ويقال في ذلك ما قيل في الأول إن الدنيا كلها من أولها إلى آخرها موضع