علاقة العبادة بالتوحيد

التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام باعتبار، وإلى قسمين باعتبار آخر: فهو ينقسم إلى توحيد الربوبية والإلهية والأسماء والصفات باعتبار جانب الله سبحانه وتعالى، فإذا أردت أن تقسم التوحيد بالنظر إلى الله فإنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: توحيد الربوبية وهو إفراد الله بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير عموماً.

القسم الثاني: توحيد الإلهية وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.

القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات: وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا هو التقسيم الأول.

وأما التقسيم الثاني: فهو باعتبار جانب العبد، فإن التوحيد ينقسم بهذا الاعتبار إلى قسمين: توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد القصد والطلب.

فتوحيد المعرفة والإثبات يشتمل في التقسيم الثلاثي: على توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن هذين التوحيدين إنما يتعلقان بالمعرفة في الإنسان.

وأما النوع الثاني من أنواع التوحيد بالنسبة للتقسيم الثنائي فهو توحيد القصد والطلب، وهذا التقسيم الثاني يقابل توحيد الإلهية في التقسيم الثلاثي، وبناءً على ذلك فإن توحيد الإلهية يعتبر شطراً أساسياً من التوحيد، وإنما قيل له: توحيد الألوهية بالنظر إلى جانب الله، ونفسه يعبر عنه بتوحيد العبادة بالنظر إلى جانب العبد، فبالنظر إلى جانب العبد يسمى توحيد العبادة، وبالنظر إلى جانب الله تعالى يسمى توحيد الألوهية، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة.

ومن هنا نلحظ العلاقة بين العبادة وبين التوحيد، فالعبادة هي أساس التوحيد، وأساس التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، ولا يتصور أن يفرد الإنسان الله عز وجل بالعبادة إلا إذا جاء بتوحيد الربوبية، وهو إفراد الله عز وجل بالخلق والرزق والملك، وكذلك إثبات الأسماء والصفات، فإذا حصل القدح في إفراد الله عز وجل بالربوبية، أو في إفراده بالأسماء والصفات فإن هذا يكون في نفس الوقت قدحاً في توحيد العبادة.

ومن هنا نلحظ أهمية العبادة، فإن العبادة لها أهمية كبرى في حياة الإنسان؛ لأنها هي حقيقة التوحيد الذي أراده الله عز وجل منا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015