هذا الكتاب ثابت النسبة إلى الإمام أحمد، ولا يلتفت إلى تشكيك محمد زاهد الكوثري في تعليقه على كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لـ ابن قتيبة، لا يلتفت إلى تشكيكه في نسبة هذا الكتاب إلى الإمام أحمد رحمه الله، فإنه شكك في هذا الكتاب وقال: إنه ليس من كتب الإمام أحمد، وهو لم يسبق إلى هذا التشكيك، وقد شكك فيه بسبب وجود رجل في إسناده، وهو الخضر بن مثنى، وهو مجهول، ولا شك في أن هذا الكتاب نسبته ثابتة إلى الإمام أحمد، فقد رواه الخلال في كتابه السنة، وقال: كتبت هذا الكتاب من خط عبد الله ابن الإمام أحمد الذي كتبه من كتاب أبيه، فالمسألة واضحة التسلسل، إذ الإمام أحمد رحمه الله كتب هذا الكتاب، فجاء ابنه عبد الله فكتبه من خط أبيه، فجاء أبو بكر الخلال فكتبه من خط ابن الإمام -وهو عبد الله - في كتابه (السنة)، وكتاب السنة لـ أبي بكر الخلال موجود، وهو مخطوط، وطبع منه أجزاء كثيرة، لكنه لم تكتمل طباعته بعد، وقد أثبت نسبة هذا الكتاب -أيضاً- ممن لا يُتهم بالتعصب للإمام أحمد، وهو ابن النديم في كتابه الفهرست، وابن النديم معروف بميوله الشيعية، ومع هذا لما ترجم للإمام أحمد رحمه الله في كتابه ذكر كتبه وذكر منها هذا الكتاب، وكذلك كل من ترجم للإمام أحمد رحمه الله ذكر أن هذا الكتاب من كتبه، وقد أطال ابن القيم رحمه الله في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية)، في النقل من هذا الكتاب وفي إثبات صحته ونسبته إلى الإمام أحمد.