ولذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
واحتج مالك كذا النعمانُ ... به وتابعوهما ودانوا
مالك وأبو حنيفة يحتجون بالمراسيل.
واحتج مالك كذا النعمانُ ... به وتابعوهما ودانوا
لأنهم قبل الشافعي، عاد جعلوا الحد الفاصل رأس المائتين الإمام الشافعي، من جاء بعد الشافعي شدد في قبول المراسيل كالإمام أحمد ومن بعده، فجعلوها من قسم الضعيف، هل لتأخر الزمن أثر في قبول المراسيل؟ يعني كما هو التدرج الحاصل الآن، المتقدمون يقبلون المراسيل، الشافعي وضع شروط، من جاء بعده جعلها من قسم ضعيف وردها، يقول العراقي -رحمه الله وتعالى-:
ورده -يعني المرسل-.
ورده جماهر النقاد ... للجهل بالساقط في الإسنادِ
وصاحب التمهيد عنهم نقله ... ومسلم صدر الكتاب أصله
لأن مسلم في كتابه يقول ينقل عن لسان خصمه ويقره: "والمرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة".
وصاحب التمهيد عنهم نقله ... . . . . . . . . .
عن الجمهور، عن جماهير النقاد.
. . . . . . . . . ... ومسلم صدر الكتاب أصله
يعني أصل هذا القول وثبته ونقله عن غيره وأقره، للجهل بالساقط بالإسناد الحجة ظاهرة في الرد، لكن إذا رأينا التدرج الزمني في القبول والرد رأينا المتقدمين يقبلون المراسيل، والمتأخرين يردون المراسيل، هل لتأخر الزمن أثر في الرد والقبول؟ هل لتغير أحوال الناس وكثرة من يرد حديثه أثر في رد المراسيل؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
له أثر؟
طالب: يا شيخ، أحسن الله إليك، قد يكون جمعت الروايات أكثر، والطرق عرفت أكثر، فعرف أن بعض المرسلين ....
يعني ماذا عن استدلالات الأئمة مالك نجم السنة حينما يستدل بحديث مرسل؟ هل نقول: إن بإمكان المالكية من يجتهد منهم ويقف على طرق يعرف أن هذا المرسل أرسل عن ضعيف يرد قول إمامه؟ يتمكن؟ مالك نجم السنن، أنا أريد أن أبين شيء، وهو أن تأخر الزمن لا أثر له في الحكم؛ لأن المحذوف صحابي أو تابعي، المحذوف حينما يرفع التابعي الخبر إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- خلونا عن المعنى الدقيق للمرسل، فهل تغير وضع المحذوف مع تغير الزمن؟ نعم؟
طالب: ما تغير.
ما تغير وضعه؛ وضع المحذوف، ما تغير وضعه هو هو، يعني ممن تقادم العهد بهم.