إذا شاء سيف الدولة أن يسخر من أحمق من الشعراء أمره باللحاق بي فهو بحمقه يظن أنه يقدر على إدراك شأوى وليس يقدر
يقول لم أقصد أن أكمد حسادي ولكنهم إذا زاحموني لم يطيقوا ذلك فيكمدوا ويحزنوا كمن زاحم البحر فغرق في مائه
الممخرق لغة عراقية يراد بها صاحب الأباطيل والمخاريق والمخراق شيء يلعب به أما منديلٌ يلف أو خشب ومنه قول عمرو بن كلثوم، مخاريق بأيدي لاعبينا، ثم يسمى صاحب الأباطيل ممخرقا يقول يمتحنهم بعقله ليعرف ما عندهم ثم يغضى مع علمه بالمبطل من ذي الحق يعني أنه لا يكشف الستر عنه لكرمه
يقول أغضاؤه عنه لا ينفعه إذا كان يعرفه بقلبه والأطراق إن يرمي ببصره إلى الأرض
أي يا من يطلب فيخاف طالبه كن جارا له حتى تصير منيعا لا تصل إليك يد ويا من حرم حظه من الرزق اقصده سائلا تصر مرزوقا
يريد أن من صاحبه صار جريا أما لأنه يتعلم منه الشجاعة وأما ثقة بنصرته ومن فارقه وإن كان شجاعا خاف وصار جبانا كما قال عليّ بن جبلةن به علم الإعطاء كل مبخلٍ، وأقدم يوم الروع كل جبان،
المحنق المغضب حنق الرجل وأحنقته احناقا يقول إذا سعت الأعداء ليكيدوا مجده فيطلبوه سعى جده في أبطال كيدهم سعى مجدٍ مغضبٍ ويروي في مجده أي في تشييد مجده ورفعه والمعنى جده يرفع مجده إذا قصد الأعداء وضعه
أي لا يعينك فضلك الظاهر إذا لم يعنك جدك القاهر أي إذا لم يكن مع الفضل سعادة وتوفيق لم يعن ذلك الفضل صاحبه.
ودخل إليه ليلا وهو في وصف صلاح كان بين يديه فرفع فقال
أي وصفت لنا سلاحا ولم نره لأنه رفع عن عندك فكأنك تصف وقت الحرب وذلك أنه إذا وصف مضاء السيف وبريقها كان ذلك كأنه وصف للقتال
تا أي هذه يعني النار التي أوقدت بين يديه ويعني نار الذبال التي يستصبح بها أي بريق تلك الأسلحة يغني عن النار في الإضاءة
أي لو رأى الدمستق جانبي ذلك السلاح لأكثر تصريف رأيه في التوقي منه
أراد استحسنته فحذف المفعول للعمل به
يقول بالرجال وبالسلاح نقص وكمالها بك وأراد أن بها وبه لنقصا فزاد أن الثانية توكيدا كما قال الحطيئة، قالت أمامة لا تجزع فقلت لها، إن العزاء وإن الصبر قد غلبا وعرضت على سيف الدولة سيوف فوجد فيها واحدا غير مذهب فأمر باذهابه فقال أبو الطيب
قال ابن جنى أراد أحسن ما يخضب الحديد به النجيع وأحسن خاضبيه الغضب وخاضبيه عطف على ما وجمع الخاضبين جمع التصحيح لأنه أراد من يعاقل ومن لا يعقل كقوله تعالى خلق كل دابة من ماء فمنهم كما يكنى عمن يعقل وذكر الغضب مجازا وأراد صاحب الغضب وقال ابن فورجة وخاضبيه قسم أراد وحق خاضبيه وجعل الغضب خضابا للحديد لأنه يخضبه بالدم على سبيل التوسع وحسن ذلك لأن الغضب يحمر منه الإنسان وهذا كقوله أحسن ما يخضب الخدود الحمرة والخجل يصبغ الخد أحمر فلما كانت الحمرة تابعة للخجل جمعهما تأكيدا كذلك لما كان النجيع تابعا للغضب جمعهما وهو يريد الدم وحده ويكون الغضب تأكيدا للنجيع أتى به للقافيى وقد صحت الرواية عن المتنبي وخاضبيه على التثنية كان النجيع خاضب والذهب خاضب واحسنهما الدم.