هذا استفهام معناه الإنكار أي لا رجاء عند زمانٍ أحمد حاليه البقاء وهو غير محمود لأن معجله بلآء ومؤجلة فناء وإن شئت قلت أحمد حاليه البقاء ومن بقي شاب والشيب مكروه مذموم فيكون كما قال محمود الوراق، يهوى البقاء فإن مد البقاء له، وساعدت نفسه فيه أمانيها، أبقى الجفاء له في نفسه شغلا، مما يرى من تصاريف البلى فيها، وقال ابن جنى أي أحمد أحواله أن يبقى بعد صديقه وذلك غير محمود لتعجيل الحزن.
العود إنما يعجم ليعرف أصلب هو أم رخو يقول قد طالت صحبتي مع الزمان وقد جربني وعرف صلابتي وصبري على نوائبه.
يقول فيّمن الجلادة والصبر ما يقارع الخطوب ويدافعها من توهيني وفيّ ما يؤنسني بالمصائب العظام وهو علمه بثواب المصابين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليودن أهل العافية يوم القيامة إن جلودهم قرضت بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاد ويقال الذي آنسه بالمصائب رأيه الذي يريه المخرج منها والأول أحسن وأجود ويجوز أن يكون ما ههنا للتعجب يقول ما آلفني بها أي لكثرة ما مر بي قد الفتها فلا أبالي بها كما قال، وها أنا لا أبالي بالرزايا،
يريد أنه لما كان في أسر بني كلاب فاستغاثك أغثته واستنقذته من أيديهم ولم تكن سيفا مغمودا عنه.
يقول لما كان في الأسر كان كالميت قبل هذه الميتة فأحياه وقع الرماح في حلوق اعدائه واللغاديد لحمات عند اللهوات واحدها لغدود.
أي وسرك بالليل لاستنقاذه منهم وهم سهدوا خوفا من هجومك عليهم فكانك رميت اجفانهم بالتسهيد لما سهدوا خوفا منك ورميت الليل بالجنود إذا سرت فيه مع جنودك.
الهاء في رعالها كناية عن الخيل ولم يذكرها والشرب جمع الشارب وهو الضامر والثبات الجماعات في تفرقة وكذلك العباديد يقول أتتم رعال خيلك صباحا وهي جماعات متفرقة.
جعل السيوف في الأغماد فداء للأسير لأنه استنقذ بها ولما سمى السيوف فداء سما ضربهم بها انتقادا كما تنتقد الدراهم والدنانير يقول أخذوا فداه ضربا يؤثر فيهم تأثير الأخدود في الأرض.
يقول هذا الضرب يقع في عظام رؤسهم والذئاب والوحوش تستنشق منه رائحةً تدلها على القتلى فتأتيهم.
أي أفنى عمره بعد تخليصك إياه من القتل شاكرا لك تلك اليد لأنك وهبت له تلك الحياة وقوله وتسويد يجوز أن يكون تسويداً من سيف الدولة ويجوز أن يكون من المرثى يقول في تسويدك أي إقراره بسيادتك شاكرا لك.
إنما قال سقيم جسم لجراحةٍ اصابته فبقي في تلك الجراحة إلى موته والمنجود المغموم للجراحة التي لحقته ومع ذلك كان غياث المكروب.
أي لما تخلص من اسر العدو غدا أسيراً لملوت ومن قيد بالموت وصفد به لم يتخلص منه وروى ابن جنى قده بالرفع قال وهو ابتداء وخبره الحمام والجملة في موضع نصب كأنه قال ثم غدا هو.
يقول من هلك من عشيرتك لم ينتقص به عددك لأنك تضيق البيد بأتباعك ومن معك من الجيوش.
الأرواح جمع الريح على الأصل لأن الياء فيها واو والمراويد الرياح التي تجيء وتذهب ومنه قول ذي الرمة، يا دار مية لم يترك بها علما، تقادم العهد والهود المراويد، وجعل كتائبه في سرعة مضيها رياحا والكناية في ظهرها للبيد يريد أن جيوشه غير وانية ولا مستريحة.