أي إذا عظمت الهمة وكبرت النفس تعب الجسم في تحصيل مرادها وذلك أن الهمة العالية تعني الجسم في طلب معالي الأمور ولا ترضى بالمنزلة الدنية فتطلب الرتبة الشريفة كما قال، وإن عليات الأمور مشوبة، بمستودعات في بطون الأساود، وأخذ هذا المعنى أبو القاسم بن الحريش في قوله، فيا من يكد النفس في طلب العلى، إذا كبرت نفس الفتى طال شغله،
يقول هكذا عادة البدر يغرب تارة ويطلع تارة وكذا البحر يموج ويضطرب ويتحرك وكذلك أنت تقلق في الأسفار وتتحرك فيها والمعنى أنك بدر وبحر فعادتك عادتها
يقول لو كلفنا غير فراقك لصبرنا صبرا جميلا كعادتنا منه غير إنا لا صبر لنا في بعدك ولا طاقة لنا بإحتمال نواك قال أبو تمام، والصبر يحسن في المواطن كلها، إلا عليك فإنه مذموم،
أي كل عيش لم تطبه بقربك فهو موت وكل شمس ظلمة إذا لم تكن تلك الشمس والمراد بهذا تنغص عيشه بعده وإظلام ايامه بفراقه
يقول أقم عندنا لتزيل الوحشة عنا يا من يأنس الجيش العظيم لقوتهم بمكانه فهم وإن كثروا يأنسون بك ثقة بشجاعتك واللهام الجيش سموا به لالتهامهم كل شيء
أي أنت تحضر الحرب رابط القلب غير مضطرب الجأش كأن القتال عاهده على أن لا يقتل فهو يسكن إلى القتال سكونه إلى الذمام وهذا من قول الطائي، متسرعين إلى الحتوف كأنما، بين الحتوف وبينهم أرحام،
الفهاق جمع الفهقة وهي مركب الراس في العنق يقول الذي يضرب الجيوش بسيفه ويقطع أعناقهم حتى تتلاقى مع الأقدام
أي وإذا نزل ساعة بمكان صار ذلك المكان في ذمته فلا تنزل به الحوادث ولا يصيبه الزمان بأذى من جدب وقحط
أي الذي تنبته بلاد ذلك المكان الذي حللت به سرور أي يقيم السرور والطرب بذلك المكان إذا حللت به
أي كلما قال الناس قد بلغ النهاية في الكرم ابدع كرما لم يهتد إليه من قبله من الكرام كما قال البحتري، طلوب لأقصى غاية بعد غاية، إذا قيل يوما قد تناهى تزيدا،
أي وأرانا قتالا يجبن عنه العداء واهتزازا للجود يتحير في الخلق
يقول هيبته في القلوب تقوم مقام السيف فلا يحتاج إلى استعمال السيف لأنه مهيب تهابه الأعداء فلا يقدمون عليه فيحتاج إلى دفعهم عن نفسه بالسيف
أي إن توقاه الشجاع وحفظ نفسه منه فذلك منه كثير والبليغ إن أمكنه أن يسلم عليه فذلك غاية بلاغته وقال عند مسير سيف الدولة من انطاكية وقد كثر المطر
تأن تمكث ويروى تأني ومعناه تحبس يقول أمهل سيرك وأخره وأجعل ذلك من جملة ما تعطيه يعني أنا نعده عطاء منك لو أقمت ساعة وهو قوله بعده
يقول جد جودك بالمقام أي بالإقامة ولو فعلته قليلا ويجوز ولو جودا قليلا فيكون نعت مصدر محذوف فليس فيما تعطيه قليل يعني أن ما كان من جهتك فهو كثير وإن قل كما قال ابن الطثرية، أليس قليلا نظرة إن نظرتها، إليك وكلا ليس منك قليل، وكما قال اسحاق الموصلي، أن ما قل منك يكثر عندي، وكثير ممن تحب القليل، وكقول أشجع السلمى، وقوفا بالمطى ولو قليلا، وهل فيما تجود به قليل، عسى يطفي الوداع عليك شوقي، وهل مع الشوق الغليل،
يقول جد بالمقام لا كبت من يحسدني قربك وأوجع رئة عدوي ثم شبه الحاسد والعدو بوداعه وارتحاله لأنهما ينكيان في قلبه ويوجعانه