يقول إن أحسن في وصف البركة فقد ترك الحسن في وصفه إياك لأنه لم يصفك ولم يمدحك ثم ذكر أنه إنما عابه بترك الحسن في وصفه لقوله
يقول كان وصفه لك أولى من وصف البركة لأنك بحر والبحار تأنف من البرك لاستصغارها إياها والذي سنعته في معنى البيتين إن ذلك الشاعر كان شبه البركة بأبي العشائر فقال أبو الطيب أنه قد ترك الحسن في وصفك حيث شبهها بك وأنت بحر والبحر فوق البركة بكثير وهذا هو القول والأول ذكره ابن دوست
يقول أنت كسيفك لأنك تفني ما تملكه فلا يبقى لديك وسيفك أيضا يفني ما يظفر به فلا يدع أحدا حيا وجعل السيف مالكا مجازا ويقال ملكتهم السيوف إذا لم يمتنعوا منها
من جريها أي من جري ماء البركة يقول ما جرى من هباتك أكثر مما جرى من ماء البركة وما سفك سيفك من الدماء أكثر من ماء البركة
يقول أسأت على أعدائك وأحسنت إلى أوليائك عن قدرة عليهما وعممت الناس بالخير والشر عموم الفلك إياهم بالسعد والنحس وقال أيضا يمدح أبو العشائر الحسين بن علي الحمدان
جعل كون الاحبة في الربع حياة له وإرتحالهم عنه قتلا له وذلك إن الأمكنة إنما تحيى بالعمارة والسكان ولهذا يسمى البائر المهمل مواتا ويقال في ضد ذلك أحيا أرضا إذا عمرها فلما كان هذا مستعملا في الأمكنة جعل المتنبي خراب الربع وخلاءه عن السكان قتلا ولم يجعله أول مقتول بفراقهم لما ذكر بعده من قوله
يقول قد تلفت نفوس العشاق قبل الربع بسببكم أو بهواكم أو بفراقكم وأكثر العاذلون عذلهم في هواكم لما رأوا من تهالكهم فيكم
الصرم الجماعة من البيوت بمن فيها وجمعه اصرام والمروح الذي يروح إبله من المرعى يعنى أنه موحش خال وإن كان فيه ناس ونعم لارتحال أحبابنا عنه يقول هو وأنه كان قد حله أهل بعدهم كالخالي في حقي وموحش لي وإن كان فيه صرم من الناس فكأنه قفر لا أحد فيه ثم ذكر أنه لا بدل عن الحبيب الذي سار عنه فقال
يجوز أن يكون والهوى عطفا على الضمير المنصوب في قوله احبه فيكون كقوله أيضا، وإني لأعشق من عشقكم، نحولي وكل فتى ناحلِ، ويجوز أن يكون في موضع خفض بالقسم كقول البحتري، أما وهواك حلقة ذي اجتهادٍ، ثم ذكر ماهية الحب فقال صبابة وهي رقة الشوق وله وهو ذهاب العقل
أي يسقيها السحاب وعطشها إلى غير المطر وهو الحبيب الذي كان ينزلها
الحرب الهلاك يقول الواقع في الهلكة وا حربا والمعنى أنها تهجره عند الإقامة وتفارقه عند النأي
العبير أخلاط تجمع من طيب والتفلة المنتنة الريح والضمير في بها للادؤر يقول إنما كانت تطيب لي رياها بك فإذا خلت عنك كانت عندي تفلة كقوله وكيف التذاذي بالأصائل والضحى، إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا،
يقول أنا فوق أب الذي يبحث عن نسبي ثم بين في المصراع الثاني أنه أراد ببعضه الولد والنجل الولد
يقال نافرت فلانا فنفرته أي فاخرته ففخرته يقول إنما يذكر الأجداد للقوم الباحثين والمفاخرين من فضلوه وغلبوه بالفخر ولم يجد حيلة فافتخر بالآباء والمعنى إنما يحتاج إلى الفخر بجدوده من لا فضيلة له في نفسه