شعاع الشمس: انتشار ضوئها. ويقال: أشعت الشمس: انتشر شعاعها. يقولك حميت الأسلحة يوم الوغى لصبرهم وثباتهم، وطول مقامهم. ثم شبه لمعانها بومضان البرق أو شعاع الشمس، وجمع الشموس لاختلاف مطالعها. والومضان: مصدر ومض، وكذلك الومض والوميض. ويقال في فعله أومض أيضاً.
ودخل هذان البيتان فيالباب لما اشتملا عليه لفظاً ومعنىً من الفظاظة والقسوة.
إن كان ما بلغت عني فلامني ... صديقي وشلت من يدي الأنامل
قوله صديقي يجب أن يريد به الكثرة لا الواحد. وقال: شلت يده شللاً. وهذا من الجنس الأول في أن لفظه لفظ الخبر، والمعنى معنى الدعاء، والمراد القسم. وقوله فلامني لامني في موضع رفع على أنه خبر ابتداءٍ محذوفٍ، كأنه قال: فأنا لامني. والفاء مع ما بعده جواب إن. والمعنى: إن كان ما أدى إليك عني حقاً ففعلت ما استحققت به لوم الصديق، واسترخت أصابعي. فإن قيل: اليمين والشرط كيف يصح؟؟ قلت: هذا كلام مبطلٌ لما ادعي عليه، نافٍ له، فاليمين تناولت نفي ما أثبت فيه، ودفع ما قرف به. ودل على ذلك فحوى الكلام. ويجوز في كان أن يكون التامة لا الناقصة، فيكتفي بالفاعل ولا يحتاج أن يضمر بعده حقاً. والمعنى إن وقع ما بلغت عني وحدث. وتخصيصه للأنامل لأن أكثر المنافع بها. وجاز إضمار خبر كان إذا جعلتها ناقصةً لأن في الكلام والحال دليلاً عليه، ولأن دخوله على المبتدأ والخبر، فكما يحذف الخبر في ذلك الباب يحذف هنا.
وكفنت وحدي منذراً بردائه ... وصادف حوطاً من أعادي قاتل
وحدي انتصب على المصدر، وهو في موضع التوحد. وفي النحويين من يجعله وإن كان معرفةً في موضع الحال. يقول: وفجعت بمنذرٍ وأحوجت إلى أن أباشر تكفينه وتجهيزه بنفسي - وهذا ما يزيد المصاب كلماً وداءً - وصادف ابني من أعدائي من لا يبقي عليه. وأعادي بناه على الفتح لخفته، ولأنه الأصل في ياء