أمريضٌ لم تعد ... أم عدوٌ ختلك

كل شيءٍ قاتلٌ ... حين تلقى أجلك

والمنايا رصدٌ ... للفتى حيث سلك

أي شيءٍ حسنٍ ... لفتىً لم يك لك

قوله أمريض لم تعد هو إعلام منها بأنه تغيب فخفي أمره فيما أصابه حتى لم يبن له أثر، ولا لمرضه نبأ. وهو يجري مجرى البيان لقولها أي شيء قتلك فتقول: أمريضٌ كنت في غربةٍ ووطن وحشةٍ، فمت حتف أنفك فلا يعودك مشفق، ولا يتفقدك ممرض، أو اغتالك عدو فتوصل إلى الغيلة في بابك بإعمال الختل والحيلة. ويروى: أو رصيدٌ ختلك، والمعنى: أو خدعك عن حياتك من كان بالمرصاد لك من أعدائك. وقال الخليل: الختل: تخادعٌ عن غفلة.

وقوله:

كل شيءٍ قاتلٌ ... حين تلقى أجلك

تريد الإخبار عن استواء أسباب الموت في الأخذ والظفر، إذا دنا الأجل. وأن كل سببٍ ينوب مناب الآخر إذا انتهت المدة.

وقوله:

والمنايا رصدٌ ... للفتى حيث سلك

تريد به أن البقاع والتحول فيها لا يغني؛ لأن حكم الله تعالى يبحث وينقب عن المطلوب حيث كان، فالموت رصدٌ للفتى حيث استطرق وأبى توجه.

وبعضهم يرويه: والمنايا رصد كأنه جمع الراصد لكون المنايا جمعاً. والأول أفصح وأجود.

وقوله:

أي شيءٍ حسنٍ ... لفتى لم يك لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015