بالمصدر، كأن البلى سحقه. واليمنة: ضربٌ من برود اليمن. والمنجاب: المنشق. وهذا الكلام وعيدٌ، ويشتمل على أن الطمع من رجوع الأمر إلى ما كان زائلٌ، وأن الفساد في ذات بينهم متظاهر، لا يقبل إصلاحاً، ولا يلقى مزاولوه فلاحا. وقوله أن الهوادة في موضع نصبٍ على أنه مفعول ثانٍ لأبلغ.
أذؤاب إني لم أهبك ولم أقم ... للبيع عند تحضر الأجلاب
يروى لم أهبك من الهبة، أي لم أسمح بدمك كما يتواهب الناس الشيء بينهم، وحكى ابن الأعرابي: وهبني الله فداءك. ومنه قولهم: هبه كذا، أي احسبه. ويروى: لم أهنك، أي لم أتغافل عن طلب دمك استهانةً بك. وقوله ولم أقم للبيع عند تحضر الأجلاب، يريد: إني لم أجد الدية، فكنت بائعاً لدمك كما يباع الجلب من الأموال، إذا سيقت إلى الحضر. ولم يرد بقوله لم أقم القيام الذي هو ضد الجلوس، إنما المراد لم أترشح ولم أتهيأ. على ذلك قوله عز وجل: " إذا قمتم إلى الصلاة ".
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب
بأشدهم كلباً على أعدائهم ... وأعزهم فقداً على الأصحاب
الثل: الهدم؛ ويقال ثل عرش فلانٍ، إذا تضعضعت حاله واتضع عزه قال الأصمعي: وربما قيل ثل عرشه، وإذا أريد به القتل فليس إلا بضم العين. قال ذو الرمة:
وقد ثل عرشيه الحسام المذكر
والعرشان: لحمتان مستطيلتان من جانبي العنق، وفيهما الأخدعان. وقوله إن يقتلوك وقد كانوا قتلوه يريد إن تبجحوا بقتلك وصاروا يفرحون به، فقد أثرت في عزهم، وهدمت أساس مجدهم بما نلت من رئيسهم عتيبة ابن الحارث. وقوله بأشدهم كلباً جعله بدلاً من قوله بعتيبة، وقد أعاد حرف الجر فيه، وقد مضى مثله، وذكرنا الشاهد فيه من قوله تعالى: " وقال، الذين استكبروا من قومه للذين