أنه عطف البيان لذا، لأنه جعل العيش كالحاضر، فأشار به إليه وإن كان القصد إلى الجنس. والتمتع: الانتفاع بالشيء زماناً طويلاً. ومنه متع النهار: ارتفع، واستمتعت وامتتعت وتمتعت بمعنىً.

وعاثرةٍ يوم الهييما رأيتها ... وقد ضمها من داخل الخلب مجزع

يقول: ورب امرأةٍ في هذا اليوم لتمكن الخوف منها، وتملك الجزع قلبها، رأيتها تعثر لوجهها ولا تستقيم في مشيها، مخافة السباء لها، وقد ضمها مجزعٌ، أي استولى عليها الحزن والقلق، حتى صار يضمها إليه ولا يدعها لغيره.

وقوله من داخل الخلب بين به منشأ الجزع ومقره، والخلب: حجاب القلب، ومنه قوله: خلبت المرأة فلاناً، أي أصابت خلبه بلطفها وخدعته، خلباً. ثم يقال: هو خلب نساءٍ، كما يقال هو زير نساء. وهذا على طريقتهم في النقض والنقض وما أشبهه.

لها غللٌ في الصدر ليس ببارحٍ ... شجىً نشبٌ والعين بالماء تدمع

يجوز أن يكون قوله لها غللٌ في موضع الجر على أن يكون صفةً لعاثرةٍ، ويجوز أن يكون في موضع المفعول الثاني لقوله رأيتها: وأصل الغلل هو الماء يجري بين الشجر، فاستعاره لما تداخلها من الشجى. وقال الخليل: الغلل: تغلغل الماء بين الشجر. والغلغلة: سرعة السير؛ ومنه رسالةٌ مغلغلةٌ أي محمولة من بلد إلى بلدٍ. ورواه بعضهم لها غللٌ بضم الغين، جمع غلةٍ. ولو كان كذا لقال ليست ببارحةٍ. ومعنى ليس ببارحٍ أي ليس بزائلٍ، وموضع قوله شجىً نشبٌ رفعٌ على البدل من غلل. ويريد فلانٌ أنه علق به كما ينشب الصيد في الحبالة. وفي الكلام المروى: نشب فلانٌ منشب سوءٍ، أي وقع فيما لا يتخلص منه. وقوله والعين بالماء تدمع في موضع الحال، ولا بد من الواو فيه ليتعلق بذي الحال. والعامل فيه قوله شجىً نشب. ولو كان في الجملة ضمير لكنت في دخول الواو وسقوطه بالخيار، إذ كان الضمير يعلق من الحال ما يعلقه الواو.

تقول وقد أفردتها من حليلها ... تعست كما أتعسني يا مجمع

قوله تقول جواب رب. والمراد: رب عاثرة هذه صفتها في يوم الهييما قالت لي بعد أن سبيتها وفرقت بينها وبين زوجها بالقتل سقطت لوجهك، ولا انتعشت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015