تصحيح الردينيات فينا وفيهم ... صياح بنات الماء أصبحن جوعا
يريد: تختلف الرماح المنسوبة إلى هذه المرأة بيننا وبينهم بالطعن، فصياحها كصياح بنات الماء إذا جاعت. وهذا كما حكى الآخر وقع القنا والسيف عند الطعن والضرب، فقال:
والطعن شغشغةٌ والضرب هيقعةٌ
ويعني ببنات الماء طيور الماء. وهذا كما يقال في الوحش: بنات الفلا، وللنوائب: بنات الدهر.
لففنا البيوت بالبيوت فأصبحوا ... بني عمنا من يرمنا يرمنا معا
يقول: استأنفنا حالةً جامعةً لنا ولعشيرتنا، فاستبدلنا بالتباين اجتماعاً، وبالتزايل اختلاطاً، وبالتنافر تأنساً، وبالتشارد تألفا، حتى صرنا يداً واحدةً على المنابذين، ولسانا واحداً على المخالفين، فمن رمى واحداً على المخالفين، فمن رمى واحداً منا فقد رمى جميعنا. هذا إذا رويت: " من يرمنا يرمنا معا ". ومن روى: " من يرمهم يرمنا معا " يكون المعنى في اجتماع الكلمة أبين. وفي هذه الطريقة قول الآخر:
فأمسي كعبها كعباً وكانت ... من الشنآن قد دعيت لعابا
يا زمل إني إن تكن لي حادياً ... أعكر عليك وإن ترغ لا تسبق
يقول: إن تخلفت عني حتى يكون مكانك مكان الحادي من البعير أعطف عليك. وإن تقدمتني هارباً حتى تصير كالهادي لي مستعملاً الخداع والرواغ معي لم تفتني. والمعنى: إني أدركك على كل حالٍ. وقد أحسن النابغة في