أي جاوزت ما يكون عليه أمثالك من الخلال المرضية. والمعنى: ما زال بنو التيم ينتسبون ويدعون بيا لفلانٍ معتزين، أو بخذ الطعنة وأنا فلانٌ مدعين، والرماح المحمولة من الخط الزرق في ألوانها تشفي المتكبر من كبره، والعدو المخاتل من دائه. وقوله " السقيم " يجوز أن يكون كنايةً عن المنافق المداجي، كما قال الله تعالى لما وصفهم: " في قلوبهم مرضٌ ". ويجوز أن يكون يراد به الصلف التياه، كما يقال عند صفته: في طرفه شوس، وكما جاء في صفة السيوف:
يداوى بها الصاد الذي في النواظر
ويجوز أن يكون المعنى: والرماح في اختلافها تشفي الموتورين من أوتارهم وذحولهم. وجعل الفعل للرماح على المجاز والسعة. وقوله " وزرق الخط " الواو واو الحال. ويعتزون خبر ما برح.
حتى تولت جموع حمير فالفل سريعٌ يهوي إلى أممه
يريد: ما زالوا بهذه الحالة إلى أن انهزمت جيوش حمير، فصار المفول المنهزم مبادراً في السرعة إلى مقصده. وقوله الفل مصدرٌ في الأصل وصف في وهو موضوعٌ موضع المفعول، ولذلك جاز أن تقول رجلٌ فلٌ وقومٌ فلٌ ونسوةٌ فلٌ. ومثله رجل فرٌ، إلا أنه موضع موضع فارٍ، ويقع للواحد والجميع.
وكم تركنا هناك من بطلٍ ... تسفى عليه الرياح في لممه
موضع كم نصبٌ على المفعول من تركنا. يقول: وكثيراً تركنا في تلك المعركة من الأبطال وهم مصرعون معفرون في تلك المعركة، بادون للضياء والظلمة، تأتي الرياح بسفاها وتجعله في لممهم ولحاهم. وأشار بقوله هناك إلى معتزك القوم ومزدحم الطعن والضرب.