وقد أقوى في بيتٍ واحد، فهو أقبح.

وقال " في أشداقها " جمعاً على ما حواليه، كما يقال هو ضخم العثانين. والوطباء: العظيمة الثديين، وهي فعلاء ولا أفعل لها. ومثله ديمةٌ هطلاء، والحلواء. وقد مر نظيره. وقوله " إلا أنها بشر "، البشر يقع على الواحد والجمع، ويتناول الإنس دون سائره. والوقصاء: القصيرة العنق. والترائب: جمع التريبة، وهي موضع القلادة. وإنما يصف اعوجاجها في خلقتها وهزالها.

آخر:

تمت عبيدة إلا في محاسنها ... والملح منها مكان الشمس والقمر

قل للذي عابها من عائبٍ حنقٍ ... أقصر فرأس الذي قد عيب والحجر

قوله " تمت عبيدة إلا في محاسنها "، أطلق القول بتمامها، ثم استثنى المحاسن من خصالها، فخلص التمام في المقابح لا غير. وقوله " والملح منها مكان الشمس "، لك أن تنصب مكان على الظرف، يريد أن الملح بعيد، فهو في السماء، ولك أن ترفعه كما تقول: هو مني فرسخان، فتجعل الملح منها نفس السماء، كما تجعل المخبر عنه في قولك: هو مني نفس الفرسخين، وعلى هذا ينعطف قوله " والقمر "، فإما أن تجري على موضع مكان وقد نصب لأنه وهو ظرفٌ في موضع الرفع، وإما أن تجري على لفظ مكان وقد رفع لأنه يصح أن يقال الملح منها القمر كما يصح أن يقال الملح منها مكان القمر. وإذا جررت " والقمر " كان معطوفاً على الشمس، ويكون الشاعر مقوياً في البيت الذي بعده.

وقوله: " فرأس الذي قد عيب "، أي رأس الإنسان الذي قد عيب، لذلك لم يقل فرأس التي. وعطف الحجر على الرأس على أحد وجهين: إما أن يريد رأسه والحجر مقرونان على طريق الدعاء لا على طريق الإخبار، فحذف الخبر لأن المراد مفهوم. وهذا كما يقال: كل امرىءٍ وشأنه. وإما أن يريد بالواو معنى مع، كأنه قال رأسه مع الحجر وحينئذ يكون الخبر في الواو، وهذا يكون كقولهم: الرجال وأعضادها، والنساء وأعجازها، لأن المراد الرجال بأعضادها والنساء بأعجازها. وإنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015