وقوله:

وابن أبى أبى من أبيين

وقوله من السنين تعلق بقوله في بضع. والبضع مختلف به، فمنهم من يقول: يتناول ما بين الثلاثة إلى العشرة كله، ومنهم من يجعله متناولاً للنصف من ذلك. والأول هو الصحيح. وقيل في قوله: " بضع سنين " إنها سبعة، وقد حكى الفتح في الباء منه أيضاً، وأصله من القطع. وقوله تملاها عاش ملاوتها. والملاوة تكسر ميمه وتضم. ومنه الملى من الدهر، وقولهم: ثمليت حبيباً.

وقال عويف القوافي

وما أمكم تحت الخوافق والقنا ... بثكلى ولا زهراء من نسوة زهر

ألستم أقل الناس عند لوائهم ... وأكثرهم عند الذبيحة والقدر

وصفهم بأنهم يتصونون، فلا يبتذلون في الحروب، فأمهاتهم تثكلهم تحت الأعلام إذا خفقت، والرماح إذا أشرعت. وقوله ولا زهراء، أي لسيت هي بكريمة في نفسها. وهذا ضد قول الآخر:

أمك بيضاء من قضاعة

يريد بياض الكرم لا بياض اللون.

وقوله: ألستم أقل الناس، ويقررهم على لؤمهم وتأخرهم في الحروب، وقلتهم عند خفق البنود، وعند عقدها للرياسات؛ وعلى أنهم يكثرون في المآدب، ويتزاحمون على الذبائح. وإنما يقرر بأليس وبألم وما أشبهه في الواجب، لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015