ويقولون: ركض الفرس بفتح الراء، وقد أقبلت الفرس تركض بفتح التاء، والصواب أن يقال: ركض بضم الراء، وأقبلت تركض بضم التاء، وأصل الركض في اللغة تحريك القوائم، ومنه قوله تعالى: {اركض برجلك} ولهذا قيل للجنين إذا اضطرب في بطن أمه: قد ارتكض، ومن أبيات المعاني المشكلة:
(قد سبق الجياد وهو رابض ... وكيف لا يسبق وهو راكض)
والمراد به أن امه سبقت الجياد حين أجريت وهي حامل به، وأضاف السبق إليه لاتصاله بأمه، وأشار بركضه إلى تحريك قوائمه في مربضه ومقره.
وقد توهم بعضهم أن الركض لا يستعمل إلا في الخيل، وليس كذلك، بل يقال: ركض البعير برجله أي رمح، وركض الطائر إذا حرك جناحيه ثم ردهما
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ويقولون: ركض الفرس بفتح الراء، وقد أقبلت الفرس تركض والصواب أن يقال: ركض بضم الراء وأقبلت تركض بضم التاء) والبناء للمجهول فيهما، وهذا هو المشهور، لأن معنى الركض ضرب الراكب الدابة برجله لتسرع أو تسير، فلا يسند الركض لها بل له، إلا أن «أبن القوطية» قال: إنه يقال: ركضت إذا سقتها وحثثتها، وركض الطائر والفرس إذا أسرعا، فيكون ركض لازماً ومتعدياً كرجع ورجعته، ولو سلم أنه لا يكون إلا متعدياً فما المانع من أن يقال: ركض الفرس بمعنى ضرب برجله الأرض.
وقال «الراغب»: الركض الضرب بالرجل، فمتى نسب إلى الراكب فهو إعداء مركوبه نحو ركضت الفرس، ومتى نسب إلى الماضي فهو بمعنى وطي الأرض كقوله تعالى: {اركض برجلك} وقوله: {لا تركضوا وارجعوا} نهى عن الانهزام.
وقال «ابن هشام» في شرح «بانت سعاد»: يركض يدفع، ومنه ركض الدابة يركضها ركضاً، لأن معناه دفعها في جنبيها برجليه لتسير، ثم كثر حتى صار بمعنى السير مطلقاً، وقولهم: ركضت الدابة بفتح الراء والضاد بمعنى عدت عد من الخطأ، على أن الصواب ركضت بالبناء لما لم يسم فاعله.