ويقولون: عندي ثمان نسوة وثمان عشرة جارية وثمانمائة درهم، فيحذفون الياء من ثمان في هذه المواطن الثلاثة، والصواب إثباتها فيها فيقال: ثماني نسوة وثماني عشرة جارية وثماني مائة درهم، لأن الياء في ثمان ياء المنقوص، وياء المنقوص تثبت في حال الإضافة وحالة النصب كالياء في قاض، فأما قول «الأعشى»:
(ولقد شربت ثمانياً ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا)
فإن حذف الياء لضرورة الشعر كما حذفت من المنقوص المعرف في قول الشاعر:
(وطرت بمنصلي في يعملات ... دوامي الأيد يخبطن السريحا)
يريد الأيدي، وقد جوز في ضرورات الشعر حذف الياءات من أواخر الكلم والاجتزاء عنها بالكسرة الدالة عليها كقول الراجز:
(كفاك كف ما تليق درهما ... جوداً وأخرى تعط بالسيف الدما)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(يحذفون الياء من ثمان والصواب إثباتها).
قال «ابن بري»: الكوفيون يجيزون حذف هذه الياء في الشعر وأنشد عليه «ثعلب»:
(لها ثنايا أربع حسان ... وأربع فثغرها ثمان) وفيه نظر.
وقوله (يخبطن السريحا) السريح قطعة من قد وجلد، وقوله: (قد جوز في